فضل السحور

“من اراد ان يصوم فليتسحر بشىء”

“تسحروا ولو بشقة تمر”

“تسحروا ففي السحور بركة”

 هذه الأحاديث وغيرها كثير في فضل السحور تروى عن النبي الأكرم محمد (ص). ترى ماهو السحور ولماذا يحثنا نبينا الكريم على الاهتمام به؟

السحور هو اسم لوجبة طعام يتناولها الصائم قبل الفجر في وقت السحر، أي في الثلث الأخير من الليل

وجبة السحور هي من اهم الوجبات الرئيسية خلال شهر رمضان المبارك، وتعتبر أكثر أهمية من وجبة الإفطار، لأنها توفر الطاقة للصائم وتساعده على تحمل الصعوبات اثناء الصيام، وهي تقلل التعب والصداع والاحساس بالجوع والعطش في النهار وتساعد الجسم على الحفاظ على مستويات السكر أثناء الصيام.

وايضا من بركات وجبة السحور انها تعين على الصلاة والذكر وعبادة الله، اضافة الى انها اقتداء بالرسول الأكرم وسنته، لذا كان السحور عبادة اذا نوى الصائم ان يتقوى به فيكون مثابا، وكلما اخر السحور كلما زادت قدرته على التحمل أكثر

 من الأفضل أن تحتوي هذه الوجبة على الخضار والفواكه التي تحتوي على مستوى عالي من السوائل، ويوصى ايضا بتناول الطعام الذي يحتاج وقتا طويلا للهضم مثل البروتينات، مع عدم تناول كميات كبيرة من السكر او الملح لتجنب الجوع والعطش. واذا لم يمكنك تناول وجبة كاملة يمكنك تناول التمر مع الماء، فتناول التمر في السحور سُنة يغفل عنها الكثير ويظنون انه سنة للافطار فقط، فقد روي ان النبي (ص) قال: “نعم سحور المؤمن التمر

 والاستغفار والدعاء في وقت السحر هو من افضل العبادات، فقد مدح الله المستغفرين بالاسحار ووعدهم فضلا كبيرا، وهذا هو السبب في ان نبينا محمد (ص) حثنا على الاستيقاظ وقت السحور وتناول شئ ولو شربة ماء، فالله تعالى يريد لعباده اليسر ولم يرد بهم العسر، وكذلك يريدهم ان يتطهروا ويزكوا انفسهم فالسحر هو افضل وقت لتزكية النفس.

 نلاحظ ان بعض الناس يتناولون وجبة السحور مبكرا حوالي الساعة الثانية عشر ليلا وينامون وربما لايستيقظون لصلاة الفجر، ويتذرعون بأن لديهم دوام في اليوم التالي. لكن اذا اعطى الانسان قيمة كبرى للسحور وعرف اهميته يمكنه ان ينظم وقته وينام مبكرا ليحصل على كفايته من النوم ويستيقظ في وقت السحر

 ان الوجبة المبكرة لايمكن ان تسمى سحورا لانها لاتقع في وقت السحر المبارك وهذا الامر ليس فيه اقتداء بنهج الرسول الذي ورد عنه (ص): “عجلوا بالإفطار وأخروا السحور”، اضافة الى ان عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر فيه اثم كبير، واذا حثثنا اولادنا على الاستيقاظ للسحور والصلاة يصبح ذلك عندهم عادة طول حياتهم، وعندها يستطيعون تنظيم اوقاتهم فيما يخص الدوام وغير ذلك، فالأولوية يجب ان تكون للدين، وبذلك نحصل على خير الدين والدنيا

 ان تعود الاستيقاظ عند السحر يجب ان لاينتهي بانتهاء شهر رمضان بل يمتد الى باقي الشهور، فمااجمل ان يستيقظ المسلم وقت السحر ويصلي صلاة الليل ويدعو ثم يصلي ركعتي الفجر في اول وقتها، فالصلاة على وقتها من أفضل الاعمال

 وفوق كل ذلك فان الاهتمام بوجبة السحور في وقت السحر قبل الفجر مباشرة هو من ارثنا الاسلامي الذي يجب ان نحافظ عليه اذا اردنا الحفاظ على ذاتنا الاسلامية وننقلها الى الاجيال القادمة، فسبحان الله الذي هدانا لهذا الدين القويم وارشدنا الى ماينفعنا في الدنيا والآخرة، فما أحرانا ان نتبع هذا النهج ونسير عليه ولانحيد عنه ماحيينا، والحمد لله رب العالمين

 

د. إيمان العطّار

Leave a Reply