? جاء في الحديث الشريف: “إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى إثنان”ماذا يعلمنا هذا الحديث؟– من آداب المجلس التي حث عليها الإسلام هو احترام جميع الجالسين والمساواة بينهم بالنظر والحديث وعدم تخصيص أحد والتكلم معه بصوت خافت دون الآخرين لأن ذلك يجعل الطرف الآخر يشعر بالعزلة والحرج، ويتصور أن الطرفين اللذين يتكلمان سراً ربما يتكلمان عنه بسوء مما يعقد الأمور الاجتماعية ويخلخل الألفة والوحدة في المجتمع
– وربما يجلس ثلاثة اشخاص معا ويبدأ اثنان منهم بالكلام بصوت عال لكن بلغة لايفهمها الطرف الثالث، فيثيران حيرته ويشعرانه بالعزلة
– وربما يجلس اثنان بعمر متقارب ويجلس معهما من هو اصغر منهما أو أكبر، فلا يشركاه في الحديث ولا يتكلمان بما يفهمه ويعزلاه معنويا رغم وجوده معهما فيزيائيا
– وأيضا ربما يجلس شخصان مع بعضهما ويبدأ أحدهما باستعمال الموبايل ويهمل الشخص الذي يجلس بجانبه فيكون الموبايل هو الشخص الثالث في هذه الحالة، وهذا أيضا يؤثر على مشاعر الآخر ويزعجه ويسبب شرخ في العلاقة الإنسانية والمودة
– وأيضا من تطبيقات هذا الحديث أن تكون هناك مجموعة وتساب أو غيرها ممن تنطبق عليهم آداب المجالس، فيتكلم بعض أفراد المجموعة مع البعض ويهملون البعض الآخر أو يتقصدون في ازعاجه وعزله عن باقي المجموعة، مما يخلق جوا من عدم الإرتياح ويضعف أواصر المحبة بين أفراد المجموعةأحبائيالإسلام دين المحبة والوحدة ودين الأخلاق العالية والروابط الإنسانية الحميمة. اذا أردنا أن نكون مسلمين فعلا لنكن واعين وحذرين من كل عمل نعمله فلا نسئ للآخرين ونحترم الجميع وننصفهم ونتعامل معهم على السواء.التطبيقات النظرية لهذا الحديث كثيرة، لكن يبقى التطبيق العملي هو الأصعب.مع خالص الدعاءالدكتورة إيمان العطار? جمعة مباركة