التنمية البشرية

 في السنوات الأخيرة ظهر مايسمى بالتنمية البشرية. هذه الحركة تهدف الى تطوير مهارات الأنسان من أجل رفع مستوى الأنتاج والدخل (بحسب الويكيبيديا

 يستند منهج التنمية البشرية على مجموعة أساليب ظهرت مؤخرا أيضا، تسمى ‘البرمجة اللغوية العصبية 

(Neuro-linguistic Programming NLP)

 البرمجة اللغوية العصبية هي أساليب تعيد برمجة عقل الأنسان باستعمال وسائل لغوية وحسية وادراكية

 هذه البرمجة أنشئت في سبعينيات القرن العشرين وهي من انشاء مركز بحوث الجيش الأمريكي. الهدف من انشائها كان مساعدة الجنود الأمريكان المصابين بحالات نفسية نتيجة الحروب، وإعادة تأهيلهم وذلك عن طريق التنويم المغناطيسي والايحاءات والخيالات والتلاعب بالكلمات لتغيير عقلية المقابل وطريقة تفكيره

 رغم أن بدايتها كانت لعلاج المرضى، لكننا نراها اليوم منتشرة بشكل واسع وتقدم للأصحاء بدعوى تطوير مهاراتهم. وقد انتشرت في البلدان العربية بشكل كبير لأن الناس يعانون من الكثير من المصاعب فيأتي أشخاص درسوا هذا النوع من البرمجة في الغرب ليبهروا الناس بمعلومات قد تبدو أنها علم، ويحاولوا تعزيز المعلومات بآيات القرآن الكريم والأحاديث لتأخذ كلماتهم صبغة دينية وتجد طريقها الى قلوب الناس

 للأسف الشديد ينبهر الناس بكل جديد ولا يتحققوا من الأمر، خصوصا اذا جاءنا من الغرب، بل ربما يتحمسون ويرشدون غيرهم. هذه الطرق لم تنجح في اعادة تأهيل الجنود الأمريكان ولم تعالجهم، وهم يعترفون بذلك، لكن مع هذا نحن نتبناها وننشرها للأصحاء وليس للمرضى وحسب!

 نحتاج ان نثق بأنفسنا وديننا ونحذر من امور كهذه ظاهرها جميل لكن يراد منها ايجاد البديل عن الدين وابعادنا عن الله تعالى

 يشير الدكتور راغب السرجاني أن هذه الطرق هي ليست علما جديدا وانما هي معلومات اخذت من علوم مختلفة، مثل العلوم النفسية واللغوية والعقلية والاجتماعية، ثم اعطيت هذا الاسم

 المشكلة في هذه الطرق أنها تتعامل مع الأنسان كآلة وليس كأنسان، فهي تتحكم في عقله وتسيطر على مشاعره، والمشكلة الأخرى أنها لاترتبط بالله والايمان مطلقا، وهي خطيرة جدا فربما تدفع الانسان لعمل امور خارج ارادته. كذلك حسب التعريف أعلاه فأن اهدافها مادية وليست روحية

 السؤال لماذا نتبعهم ونأخذ منهم هذه البرامج الخطيرة ونترك تعاليم ديننا العظيم؟ نحتاج أن نتعلم مبادئ وآداب الأسلام العظيم، فهو يحوي كل الطرق التي تساعدنا على تنمية أنفسنا وتطويرها وتعالج كل مشاكلنا

 نحن نجهل الكثير عن الأسلام ونحتاج ان نستغل اوقاتنا لدراسة وفهم القرآن والأحاديث الشريفة ونهج البلاغة وأدعية الصحيفة السجادية وغيرها من الثروات التي تملأ الكتب لكن لم يدخل الى عقولنا وقلوبنا منها الا القليل

 أحبائي العلوم جيدة ومفيدة والاسلام يشجع على العلم شرط أن يكون العلم موافقا للمنهج الالهي، وكل ماعداه فهو هباء منثور فلا تنخدعوا به حتى لو انتشر بين الناس. لنعتصم بحبل الله ودينه القويم فهو المنقذ لنا وفيه المخرج من كل مانعانيه

الدكتورة أيمان العطار

Leave a Reply