نور النبوّة

قصيدة بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، ذكرى انطلاق الهدى والرحمة والنور من جبل النور، كتبها المرحوم السيد محمد سلمان العطار في عام 1942 وكان في العشرينات من عمره تغمده الله برحمته الواسعة
 
نور قدس بدا فحلّ الهناءُ وانجلت عن سمائنا الظلماءُ
وصفت قبّةُ السماء وأمست تبهج الكون في صفاها السماءُ
 
وسرت نسمة بعطر من الخلد ففاحت بنشرها الأرجاءُ
وزها الورد في الرياض فمال الغصن شوقا له ورقّ الهواءُ
 
وهزارُ الرياض غرّد في الروض ابتهاجا وغنّت الورقاءُ
وغدا الكون في ازدهارٍ وبشرٍ وبمعناه جاءت الأنبياءُ
 
ذاك نورٌ بدا فأخفى الدّراري واختفت من علا سناه ذكاءُ
فشفاه الورى تبسّمت اليومَ وحلّت على الورى السرّاءُ
 
وبكت أعينُ الغوايةِ والشركِ ولكن ماذا يفيد البكاءُ
برز الحقُّ رافعَ الرأسِ جذلانَ فخورا فليخسأ الخصماءُ
 
بعث المصطفى يبشّر بالخير فهيّا عنّا ارتحل يا شقاء
مذ رآهم في أبحر الجهل غرقى ولقد خيّم الشقا والبلاءُ
 
جاءهم في شريعة ٍهي للعدلِ منارٌ وشرعةٌ غرّاءُ
يارسولَ الأبا وياخير هادٍ شرفت في مجيئه الأنبياءُ
 
بك من علّة الجهالةِ والغيّ لكلِّ الأنام يلقى الشّفاءُ
وبك المسلمُ الكئيبُ يُعافى حيث أنت الآسي وأنت الدواءُ
 
ان يكن عندنا منى ورجاءُ فلأنت المنى وأنت الرجاءُ
جئتهم في قواعدٍ ونصوصٍ لو وَعوها لما أحاط البلاءُ
 
نبذوها من بعدِ موتك ظلماً ولأبنائِك الكرامِ أساءوا
لم تُفضّل على الفقيرِ غنيّا بل همُ كلّهم لديكَ سواءُ
 
خُلُقٌ منك أعجبَ اللهَ فيها وبها منه قد أتاك الثناءُ
سيّدي أنت للمكارم بحرُ ولكم أُسعِدت بك الفقراءُ
 
أنت خلّدت للهدايةِ ذكراً تتمنّى بعلوهِ الجوزاءُ
لستُ أدري ماذا أقولُ وهل لي بقصيدي اِلى عُلاكَ وفاءُ
(كلّما قلتُ فيك فهو قليلٌ (ليت شعري ما تصنعُ الشعراءُ

Leave a Reply