“ساعة لربك وساعة لقلبك”

 “ساعة لربك وساعة لقلبك”
هذا الكلام منتشر بين الناس ويستشهدون به عندما يريدون عمل شئ آخر عدا الصلاة والصوم وغير ذلك. فهل هذا صحيح؟

هذا الكلام يقسم وقت الأنسان الى ساعتين واحدة للرب وواحدة للقلب. ساعة الرب للعبادة والذكر والطاعة، وساعة القلب لعمل اشياء يرغب بها الأنسان لكنها ربما لا تعتبر عبادة

 لكن ما معنى العبادة وهل هناك فرق بين الرب والقلب؟ ورد في الحديث:

“الأسلام ما نطق به اللسان وحلّت به المناكح والأيمان ماوقرته القلوب وصدّقته الأعمال”

 يعني أن المؤمن يكون ايمانه في قلبه وليس على لسانه فقط

 أذا كان الأيمان في القلب فالرب سيكون في القلب، ومعنى هذا أن القلب لا يحوي غير الرب، وأن الرب هو القلب. اذا أحبّ الأنسان الله من كل قلبه فأنه سيحرص على رضاه تعالى في كل ساعات حياته

 عبادة الله شئ عظيم ورائع وهي تشمل كل جوانب الحياة ولا تقتصر على الاعمال العبادية المعروفة من صلاة وصوم وغيها. وهي تعني تمام الأنقياد الى الله تعالى والتحرر من كل مادونه من أهواء النفس وشياطين الأنس والجن ورفقاء السوء والمستكبرين وغيرهم

 هذا المستوى من العبادة يتحقق بشئ بسيط وهو التأكد من أن كل مانعمله مطابق لشرع الله تعالى، فلا نأكل الا ماأحله الله ولا نشاهد فلما او مسلسلة او اي برنامج فيه معصية وخروج عن طاعة الله، ولا نستمع الى الكلام الفاحش او الاغاني الساقطة التي تحبب المعصية للانسان وتبعده عن الله تعالى

 اذا كنا نستأنس بهذه الأمور رغم أن فيها معاصي كثيرة فهذا معناه أن هناك ضعفا في ايماننا وأن قلبنا يشترك فيه حب الله مع حب مادونه، ومعناه أننا نشرك في العبادة دون أن ندري

 هناك خطأ ايضا في مفهوم الأنس والتسلية والراحة. الناس يفصلون بين الدين والحياة ويعتبرون الصوم والصلاة وغيرها واجبات يعملوها مجبورين كيلا يتعرضوا للعقاب في الآخرة. هذه الفكرة لفصل الدين عن الحياة هي من وساوس المتكبرين والجهلة والملحدين

الله تعالى الرب الرحيم الودود أراد أن يكون الدين للحياة كلها حتى تستقيم حياتنا ونعيش في سعادة وخير في هذه الدنيا وفي الآخرة.

ورد في الحديث الشريف: “القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله”، فعندما يسكن الله في القلب تكون التسلية والأنس والفرحة في كل ما يحبه الله ويكون الحزن والانزعاج في كل مايبغضه الله

ماهو الحل؟
١- نقوّي ايماننا وذلك بقراءة الكتب التي تعرفنا على الله تعالى وتقربنا منه أكثر
٢- نقوّي ارادتنا وندرب أنفسنا أن ترفض كل ما لا يرضي الله تعالى
٣- نبتعد عن مجالس البطالين الذين يسولون لنا حب هذه الامور بداعي التسلية
٤- بدلا من ترديد هذا الكلام الزائف ‘ساعة لربك وساعة لقلبك’ لنردد الحديث الشريف ونذكّر به الناس: “الدنيا ساعة فلا تجعلها الا طاعة”

 اذن يمكننا أن نعمل كل شئ في ساعاتنا، من الاكل والتسوق والذهاب للحدائق ومشاهدة الافلام وغير ذلك، لكن يجب أن يكون كل ذلك في خط الله الذي يجب أن يكون وحده لا شريك له في القلب دائما

 

 

الدكتورة أيمان العطار

 
 
 
 

Leave a Reply